اليقين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الحضارة

اذهب الى الأسفل

الحضارة Empty الحضارة

مُساهمة  هادي السوداني السبت ديسمبر 27, 2008 8:57 pm

الحضارة
*الانبعاث الحضاري يأتي نتيجة تجليات روحية تبدأ بالثقة في الذات والشعور العميق بمحورية الارادة الذاتية في تقرير نوعية الحياة، ثم استثمار هذين العنصرين في تحدي الظروف المحيطة (المعيقة والمقيدة) والتفاعل مع الظروف المشجعة بهدف الانفكاك من ربقة التخلف والهامشية.
*الحضارة في مفهومها الحقيقي هي مجموعة القيم المعنوية التي تنظم محاور العلاقة بين الانسان والانسان من جهة وبين الامكانات الطبيعية التي خلقها الله للانسان في هذه الأرض وسخرها لتكون رصيده في مسيرة التكامل والرفعة.
*الحضارة الحقيقية منظومة متكاملة من القواعد التي هي القيم الدافعة والمحركة للانسان والناظمة لعلاقته مع بقية البشر ومع ما فيها من امكانات وخبرات، وديناميكية التفاعل داخل المنظومة تهدف الى تسيير حركة الانسان نحو التكامل. وقد تتوفر هذه العناصر لمجموع الجنسالبشري او لبعض البشر، واستمرار سيرها الصحيح مرهون بعدم استثمارها في الاضطهاد والاساءة للبشر الآخرين او للمحيط الطبيعي.
*ان الحضارات تبدأ بفكرة قادرة على احتواء مشاكل البشرية، وعلى اعطاء الانسان قدرة كافية لمواجهة هذه المشاكل وقيمة أعظم وأكثر من المادة، ثم تتحول الحضارة من القيمة الى المادة، ومن القوة الى الفعل، ومن المكاسب المعنوية الى المظاهر المادية.
*لقد كانت في هذه الارض حضارات وأمم سبقتنا، وورثتنا بعض الآثار التي نجد بعضها في مصر متمثلة في اهراماتها الشامخة وفي صيت عظمائها المحنطة، ونجد بعضها الآخر في المدائن في طرف الجزيرة العربية، وبالتالي نجد جزءاً منها في وسط العراق في بابل.. ونحن في سفراتنا السياحية قد نتمتع بهذه الآثار العجيبة، ولكن قليلاً ما نستفيد منها ونستخلص دروسها العظيمة. انها تدل على ان في الحياة سنناً فطرية يفرضها الله على الانسان فرضاً، والانسان ضعيف بين أيدي هذه السنن التي لا ترحم، وعليه ألاّ يفكر يوماً بتجاوزها الا فان نهايتها لنتكون أحسن من نهاية تلك الحضارات السابقة التي تعدت سنن الله في الأرض، فأخذها الله بذنبها ودمرها تدميراً.
*الحضارة المادية الراهنة مزيجة من التناقض مع الذات ومع الناس ومع الأشياء. ونحن ندعو رواد هذه الحضارة ان يستمعوا الينا دون غضب ولا تعنت ولا غرور حتى نسرد لهم أدلتنا المدعمة بشواهد من حياتهم هم.
*ان القيم هي الخليفة القوية التي يجب ان يركن اليها الانسان في بناء حضارته.
*من السمات الانسانية للشخصية الحضارية هي المنهجة في التفكير. فالانسان المتحضر لا يخضع لأهواء عاجلة ولا لاثارات عاطفية وقتية في حكمه على الاشياء او الاشخاص، ولكن يهتدي بنور عقله، وطبيعة رؤيته الى الحياة.
*انما تبدأ الحضارة - أية حضارة- من الانسان نفسه، فهو هدفها كما هو وسيلتها. وما من حضارة بزغت في التاريخ إلاّ وكانت بدايتها إيقاظ الانسان في الانسان، لان الانسان قد يملك كل شيء؛ يملك الارض المعطاء والسواعد القوية والأمن.. ولكنه يفقد في نفس الوقت كل شيء، لانه قد يفقد ذاته وينسى نفسه. وهنا يحتاج الى من يعيده اليها ويهتف به قائلاً: ألا عد الى نفسك أيها الانسان. واذ استجاب لهذا النداء انطلقت حضارته.
*شعارات الحضارات - دائماً - تدل على حقائقها، لان كل حضارة لها شعار يدل على حقيقتها ويلخص مغزاها. فشعار الحضارة الاسلامية التوكل على الله، بينما شعار الحضارة المادية الاعتماد على الذات.
هادي السوداني
هادي السوداني
Admin

المساهمات : 36
تاريخ التسجيل : 19/09/2008
العمر : 66

https://yakeen.3oloum.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى